درغوث: مواصلة نفس الأساليب الزراعية تهدد الأمن الغذائي في تونس
حذّر محمد عزيز درغوث، عضو مجلس علوم الهندسة بعمادة المهندسين بتونس، من التداعيات السلبية لمواصلة اعتماد نفس الأساليب الزراعية المعتمدة حاليًا، مؤكّدًا أنها قد تمسّ بشكل مباشر من الأمن الغذائي الوطني خلال العقود القادمة.
وأوضح درغوث، خلال ندوة وطنية خُصّصت لتقديم نتائج دراسة استشرافية حول الأمن الغذائي في تونس في أفق 2070، أنّ المقاربة الاستشرافية التي اعتمدتها الدراسة بيّنت أن استمرار المنوال الفلاحي الحالي ستكون له انعكاسات خطيرة على الموارد الطبيعية، خاصة التربة والمياه والتنوع البيولوجي النباتي والحيواني.
وأشار إلى أنّ سنوات الجفاف المتتالية، والتي قاربت خمس سنوات خلال العقد الأخير، عمّقت من هشاشة المنظومة الفلاحية، وكان لها أثر مباشر على الميزان التجاري الغذائي، حيث تضطر الدولة في فترات ضعف الإنتاج إلى اللجوء إلى التوريد، بما يفاقم العجز ويرفع الكلفة.
وبيّن المتحدث أنّ الدراسة تطرقت أيضًا إلى الجانب الكمي، مبرزًا أنّ اعتماد أساليب فلاحية مستدامة ومتأقلمة مع التغيرات المناخية من شأنه أن يساهم في الحد من ارتفاع أسعار المنتجات الفلاحية بنسبة تتراوح بين 5 و25 بالمائة، في حين أن مواصلة نفس أنماط الإنتاج الحالية قد تؤدي إلى زيادات أكبر في الأسعار في أفق 2050.
ودعا درغوث إلى تعميم إنجاز الدراسات الاستشرافية لمساعدة صناع القرار على رسم سياسات عمومية بعيدة المدى، على غرار ما تعتمده عدة دول في مجالات البحث العلمي والتخطيط الاستراتيجي، مؤكّدًا استعداد عمادة المهندسين ومجلس علوم الهندسة للمساهمة في بلورة مثل هذه الرؤى المستقبلية خدمةً للأمن الغذائي الوطني.